إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
18898 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة الخلق

ونعم الله لا تحصى؛ قال الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا أي: أنا نتقلب في نعم ربنا -سبحانه وتعالى-؛ ولكن الشأن كل الشأن في الأداء لحقوقها؛ وهو الشكر عليها. يجب علينا أن نشكر الله على هذه النعم، وأن نؤدي حقوقها؛ فإن النعم إذا شُكرت استقرت، وإذا كُفرت هربت وفرت، وقد أخبرنا سبحانه أن من شكر الله؛ فإنه يثبت له الخير؛ بل ويزيده من فضله، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ هكذا أخبر بأن من عبد الله، ومن شكره، ومن اعترف بفضله؛ فإنه سبحانه يزيده من خيره؛ ولهذا جاءت هذه الآية في موضعين: في سورة إبراهيم يقول الله: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ يعني: أن كثيرا من الناس يعرفون نعمة الله ويكفرونه، ولا يؤدون حقها، وجاءت هذه الآية في سورة النحل يقول الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ؛ وذلك بعد أن عدد الله -سبحانه وتعالى- أنواعا من النعم، منها:
نعمة الخلق في قوله: خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ يعني: ذَكَّره بأنه خلقه من نطفه عندما كان في أول أمره، ثم خلق النطفة في الرحم، وتطورت تلك النطفة إلى أن أخرجه الله بشرا سويا، أخرجه رجلا كاملا، كذلك أنعم عليه بأن حنن عليه الأبوين، وكذلك أيضا يسر له أسباب الرزق فلما كان في بطن أمه كان قد فتح له بابا يتغذى منه، وهو هذا الدم الذي هو دم الطمث يدخل من سرته ويتغذى منه، ولما خرج إلى الدنيا فتح الله له بابين يتغذى منهما، وهما الثديان (ثديا والدته)، وجعل فيهما غذاء له وقوتا يتقوت به، ولما أنه فُطم عن ذلك؛ فتح الله له أربعة أبواب: طعامان، وشرابان، الطعامان: اللحم، وسائر الأطعمة يتغذى بهما، والشرابان: اللبن، وسائر الأشربة يشرب منهما، طعامان وشرابان، هذا فضله عليه.

line-bottom